خــواطــــر عالم الرمنسيه
سيدتي، لي طلب بأدب لكن أرجوكِ ألا يغلبك الغضب. دعيني أكتب أول الكلمات على خدودك، وأغمرها بحروف عشق تحترق شوقاً. فأنا عاشق متيم يقف صامتاً أمام محراب عينيك، طامعاً أن تتركي لي مجالًا للكلام دون أن تصفيني بالمجنون.
انس ما مضى واسمع ما هو آت. فالعمر، مهما طال، قصير وفانٍ. داوي المسامع بالكلام الطيب، وداوِ قلبي بالوصال الذي قد أرهقته مسافات الفراق.
يا للدهشة! كيف تُعرض عني وقد كنتً المنقذ يوم البُعد؟ يستغرب الإنسان أمر العاشقين؛ فحتى المجني عليه يعجز عن كراهية الجاني.
كل معاني حياتي تتجلى في قربك. اقتربت منك حُباً، وكأن كلمات الحب صُنعت من حضورك وهمسات الشوق زادت شغف المحبين.
الوجع أبكم أحياناً، لكنه يفضح نفسه في ثِقل يسحب الروح نحو الأرض. ومهما حاولت البقاء بعيداً، رغبت فقط أن أكون معه، حتى ولو بالصمت في وجعه.
يُغري الحنان القلوب ويزيدها قوةً خاصة في اللحظات الصعبة وحتى البسيطة منها. هذا الإحساس اللطيف يعطيني القوة للمواجهة والتغلب على الحياة بكل ظروفها.
تبهجني تفاصيل الرحمة والمراعاة التي تمنحني شعوراً بالراحة والألفة. كلمة رقيقة قد تغيّر يوما كاملاً، أما البهجة التي تُخلفها التصرفات اللينة فتمتد لتزين العمر بأكمله.
آه لو تدركين حق الحب وما يمليه علينا. القلب عطشان ولم يرتوِ، وكل كياني يفيض بالحنين.
لا تبالغ في حب أو اهتمام تجاه أي شخص أو شيء؛ فقد يؤدي ذلك إلى ثمن غير متوقع، تاركاً وراءه الندم والحزن. كن معتدلاً في كل شيء، وأعطِ الأمور حجمها الطبيعي.
حتى إن واجهتك الرداءة، لا تسمح لها أن تنال منك؛ حافظ على أصالة طيبك وتصرفك مهما كانت المواقف.
إن لم يكن لك من الحظ نصيب يُغطيك، فلا تنتظر من غيرك أن يمنحك ما ينقصك. كن صبوراً وثق برزق الله الذي يقاسم عطاياه كيفما شاء.
حين يأتي أحدهم دون ضجيج أو قصد للفت الأنظار، نشعر أحياناً بأن العالم يعود إلى اتزانه وكأن وجوده يعيد ترتيب الكون بطريقة لا تفهمها إلا أنت وحدك.
حدث الآخرين بما يحبون سماعه واترك لهم مساحة للتعبير عن أنفسهم. ففي هذا الزمن، يصعب وجود من يتمسك بالضمير أو يقول الصراحة.
وصفت سيمون دي بوفوار الحديث الدافئ بأنه يجري ببساطة وسلاسة دون تكلف، تماماً كما التنفس الطبيعي.
الخلق الجميل هو تاج مكارم الناس ونقاء النوايا يرفع شأن أصحابها. أما الصدق فهو هبة لا تخفى عن الأعين والقلوب خاصة بين أصحاب المروءة والأفعال الطيبة.
أبايعك بإخلاص وأعدك أن أصون الحب دون خيانة، وأن أحفظك في عيوني وأظل أحبك للأبد.
ما أقسى من يذوق طعم السعادة الزائف لأيام، ثم يجد نفسه في طريق الضياع.
من صحب الطيب زاد عزًا وشيمًا، حتى لو أثقلته الأحزان، أما الردي فلا حاجة لي به، مهما كان يملك كنوز الدنيا.
أتمنى أن أكون كالنسمة، تترك أثرًا من الفرح والسعادة حين تمر، وحتى لو أخذتني الأيام بعيدًا، لن أكون يومًا مُنسى.
قليل مَن يُميز الفارق، بينما كثير من الناس ينساق مع التيار، التحية للعقل الذي يدرك الفرق بين العادي والمميز.
