خواطر تعب قلبي
أحيانًا تجد نفسك مضطرًا لوضع نقطة فاصلة مؤقتة في علاقة ما، لعل الطرف الآخر يدرك قيمة كل تلك الفواصل التي كنت ترسمها بوضوح.
لا تتمسك بشخص لا يكتب إليك، لا يسعى للاطمئنان عليك، ولا يبادر بالسؤال عنك. لا تتجاهل من يهتم بك دائمًا، لأنك قد تستيقظ يومًا لتجد أنك خسرت الألماس بينما كنت منشغلًا بتجميع الحجارة.
من يحبك بحق لن يترك الأيام تمر دون أن يسأل عن قلبك، دون أن يشعر بغيابك ويبحث عنك ليطمئن عليك.
حاول دائمًا ألا تنجرف خلف الكثرة أو تميل نحو ما هو متاح للجميع، وامنح اهتمامك للقليل الذي يهم حقًا. فقد يحمل شيء بسيط من القليل جمالًا لا يُقارن بالكثير.
سفيرة النمسا، تلك المرأة التي تحمل في داخلها الكثير من المعاني العميقة وقبيلة من النساء بقلبها. كأن حبها يتطلب أكثر من قلب وأكثر من روح، بدايةً من عسّاف ومرورًا بك وانتهاء بعشرات المبدعين الذين تأثروا بها، حتى آخر محادثة تركتنا نطلب تفاصيلها.
عندما رحلت لم تأخذ جسدها فقط، بل انتزعت جزءًا من وجودي معها. منذ ذلك اليوم وأنا أعيش بنصف قلب وبإيقاع ناقص يشبه النبض ولكنه ليس كاملاً.
لا شيء سوى أنتِ في هذه الفوضى التي ترتب نفسها في الفراغ. لا شيء إلا نجمة هائمة تحكي حكايتها بحمى غامضة. معها لا أجرؤ على الجدال، فالعبث أمامها يبدو بلا معنى.
أؤمن أن الحب ليس اختياراً، بل هو ابتلاء جميل يُعيد تشكيل الإنسان من جديد، يسقيه الحياة ويزرعه حيث لا يتوقع.
أراها في الغيم، في ظل الأشجار المتمايل، في عبير القهوة كل صباح، في صوت الناي الحزين الذي يردد ألحان المساء. لم ترحل مني أبدًا؛ هي تسكنني كجزء من روحي التي لا تكتمل إلا بها.
الاهتمام المبالغ فيه بمظهرك على حساب عقلك لا يصنع منك إنسانًا متكاملًا، بل أقرب إلى مزهرية للزينة فقط.
أن تفهمني يعني أن تصغي لما لم أنقله بالكلمات، أن تستشف ارتجاف قلبي بدلاً من تعثر لساني.
أحيانًا نكتب ليس ليطّلع الآخرون على ما خطّته أيدينا، بل لنعود لاحقًا ونقرأ تلك الكلمات بأنفسنا، لندرك ما كنا عليه وما وصلنا إليه.
لم تسقط من السماء نجمة يا غائبة، لكن ضوء القمر بات حلاً للعتمة التي تركتها داخلي.
البقاء معي ليس سهلًا، فأنا أعطي القليل فقط. لكنني أُهدي أشياءً حقيقية، أشياء تبقى معك حتى لو ابتعدتُ عن حياتك.
في مرحلة المراهقة كنت أتخيل أني أشبه راغب علامة، لكن الواقع دائمًا يضحكنا على أحلامنا القديمة.
كل إنسان يحمل في داخله حكاية لا تُقال، لكنها تنساب في نبرة صوته، في نظرات عينيه، وفي صمته الطويل عقب كلمات عابرة.
يحكي أحدهم: أتذكر أنها رفضت مصافحتي أمام الآخرين وظلّت واقفة على مسافة خطوة واحدة بدافع الخجل. أدركت حينها أن هذا قد يكون أجمل رفض تلقيته في حياتي.
إن أحببت يومًا، التزم بالوفاء. وإن أبعدتك الظروف فلا تلعن الفراق، بل اجعل منه جسرًا يوصلك للقاء جديد.
إذا كنت تساومني على ظلّك بشمسك، فلا أريد شمسك ولا ظلّك. تعالي بكلك إلى قلبٍ ينبض لأجلك، أو لا تأتي أبدًا، فلست بحاجة إلى حضور باهت.
بعض المشاعر لا تحتاج إلى حضور ملموس، فهي تسري في الدم كالإيمان المتجذر في قلب المؤمن؛ تعيش في أعماقنا وتحرك أرواحنا بلا استئذان.