خـــواطــر غــالــيــة
من أصل حكاياتنا الشعبية، يُقال إن مِخرزًا نُسي تحت حمولة على ظهر جمل، وظل هناك دون أن يشعر الجمل بوجوده. كان الجمل يسير وحاديه يغني له، رغم أن مخرز الموت كان يخترق جانبيه ببطء. وحين وصل الجمل إلى باب الدار، أبصر الحاضرون الدم النازف منه، فتملكهم الذعر.
زارني شخص يشتكي غيابك، ودمعته تلمع في عينيه، رأيته واقفًا أمام بابك يفرك يديه وكأنه يبحث عن أمل، متألمًا من الانتظار.
يحكى أن هناك أعرابيًا له ابنة صغيرة أتت تتأمل وجهه بدقة وكأنها تبحث عن إجابة. سألها عما يشغلها، فردت قائلة: "أنا أتعجب من قوم زوجوك أمي!"
أنت لقلبي نبض ولعيني ضوء، قربك يجعل سعادتي وطموحي مكتملًا. بإيجاز، أنت الخيار الوحيد الذي أريده في حياتي دون الآخرين.
دع ذلك الشخص يذوق طعم العناء والبعد، ربما يتعلم أنه اختار طريق العناد بنفسه حين بدأ بهذا الأسلوب معي.
إذا كنت غير مرتبط فلا تحزن، فهناك من لا يستطيع حتى التنفس لأن حبيبته لم تبادله المشاعر.
هناك شعور نادر بين الصداقة والحب؛ هو راحة نفسية تجدها مع شخص واحد فقط، وإن استمرت، تجاوزت كل حدود العلاقات الأخرى.
يغمرني إعجابي بالانتقائية؛ في الحياة علينا اختيار من يشبه أرواحنا ويضيف جمالًا وسعادة إلى أيامنا.
أي مشكلة تواجهك مع الآخرين جرب أن تتركها تمر دون تعقيد. بمجرد تجربتك لذلك ستدرك أن كثيرًا من المشاكل تصير بلا قيمة.
الحنين بينهما ليس مجرد ذكرى وإنما فجوة لا تُسد. كل لقاء يجمعهما يرمم حاجات الشوق ولكنه يترك أثرًا جديدًا في منتصفه، وكأن الاقتراب يزيد المسافة بدلاً من تقليلها.
يا عشق العمر وبلسم الصبر، منك دائي ودوائي، يا جمال الورد وسكب الدموع، أصبحت قدري وفراري. كيف الهروب من هوى احتل كل جوانب حياتي؟ وكيف أعثر على خلاص من عشق أصبح أرضي وسمائي؟
من الجيد أن يفهم الإنسان أن راحته تكمن في تجاوز تفاهات الأمور التي لا تستحق القلق. لهذا السبب علينا السعي نحو البساطة.
قبل سنوات شاركت في حفل تكريم شاعر عربي له ابنة فائقة الجمال. قال لنا أحد الأدباء وهم يشاهدونها تمر: "هذه أجمل قصائده."
كل أشعاري تصبح أجنحة تحلق فوق الأنهار وتغتسل بمائها، وحتى حروفي حين تمر فوق النخيل يغدو لها صوت يشبه هديل الحمام في حزنها وفي ألق غزلها.
عشتقها وأهديتها القلب ونبض الشعر، هي تلك المذهلة التي تُعيد للنفس بهجتها وتمحو كل تكدير. إنها تكسر يد أي شخص يحاول أن يعكر صفو روحها وطيبها.
لا تجعل إنسانيتك تظهر عندما يصبح الوقت متأخرًا جدًا؛ يجب أن تكون إنسانيتك قيمة ملموسة يومًا بيوم وليس مجرد توبة على فراش الموت.
أخيرًا عدت محملًا بالأشواق بعد انتظار طويل، تعود لي بحجة عذر ما محاولًا إراقة الماضي بكلمات لا يكفيها الأسف ولا العتاب.
أنا آسف، وأطلب منك المعذرة. لم يعد بإمكاني إحياء ذلك الرابط بيننا بعدما انهارت الذكرى وماتت العشرة بسبب قراراتك واختياراتك التي فرقت بيننا.
اقتربي مني لأن لغة الاشتياق لا تُكتب بالكلمات، فكيف لي أن أرتوي منك وأنت تزيدين شوقي مع كل كلمة تطلقينها؟ ستبقين السر الذي يخترقني ولن أشكو لغيرك لأنني أحبك بكل صدق.
يا بحر الحزن الذي رسم ويل قلبي وتحلى بالوحدة والهروب من الفرح، لي قلب محب لكن هذا الهوى دائمًا بخيل. كم تمنيت أن يكون هذا الحب نوري الذي يُضيء دروب حياتي!
كتبت لك رسالة مليئة بالمشاعر بعد أن مزقت عشرات الرسائل الأخرى غير مكتملة. الآن أقف محتارًا: هل أرسل هذه الرسالة أم أرميها مع الرسائل البائدة في سلة المهملات؟