خواطر جديد قويه
قالوا لي: "استعد للوداع"، فأجبت: "كيف أودّع من تخبأ قلبي بين يديه؟ صحيح أن من يفقد زمام أموره يتوه في الفقدان."
آخر صورة تراها من الأشخاص عندما تقطع علاقتك بهم هي على الأرجح حقيقتهم التي كانت تُخفيها الأيام منذ البداية.
الألم الذي تواجهه بشجاعة يتحوّل إلى قوة تتجلى بك، أما ما تهرب منه يبقى ظلًا يُلاحق خطواتك دائماً.
لا يمكنك استعادة ما لم تعِ قيمته إلا بعد خسارته، فالنصيب الوحيد الذي تبقى هو مشاهدة رحيله دون رجعة.
الحقائق التي تخشى مواجهتها غالبًا تحمل المفتاح الذي يحررك، إن امتلكت شجاعة الاعتراف بها بدلًا من الإنكار والتزييف.
النضج لا يأتي من النصائح أو المواعظ أو حتى تجارب الآخرين؛ بل يُولد حين يترك الفقدان جزءًا من القلب بلا عودة.
تعلمت من حبك أن أراك قطعة نادرة لا مثيل لها، لا يمكن الاستغناء عنها، كتلك الأرض التي يقسم الجندي على الدفاع عنها بكل قوته.
يظل الإنسان يسعى وراء المفقود، بينما يفقد بين يديه الموجود، لاهثًا بلا إدراك حتى يخسر كل شيء.
مصادقة شخص ناضج مثل اقتناء كتاب عميق، ثرِي الحوار، مريح الصمت، واضح الحدود، لا يُرهقك ولا يُسبب لك الأذى.
العلاقات الصادقة هي تلك التي تمنحك الحرية لتكون حقيقتك دون تَكلُف الأقنعة، حتى وإن أظهرت ضعفك الكامل.
كنت دائم التبصر والتمرد، سعيت لفَهم هذا التمرد، وأصبحت فوضويًا بوعيٍ واقتناعٍ، فصرت اليوم ذلك الفوضوي القانع بنفسي.
أحيانًا الطريق الأطول في الظاهر هو الأسرع، لأنه يمنحك القدرة على أن تكون أكثر اتزانًا دون تجاوز ذاتك أو حرق جسورك.
القادرون على إسعاد أنفسهم هم من يرون القيمة فيما لديهم دون الالتفات لما يملكه الآخرون.
نظراتك تحمل الأمان لقلبي، وكأن كل مرة أنظر إليك أكتشف نعيمًا بلا نهاية يحتضن روحي.
ليس الزهد أن تترك الدنيا بين يديك وهي مشبعة في قلبك؛ إنما الزهد الحقيقي أن تفارقها من قلبك وهي بين يديك.
في الهدوء سلام، وفي الصمت حياة، وبينهما تفاصيل دقيقة لا يدركها إلا قليلون.
النهايات قد تكون مُرَّة كالقهوة، لكنها تمنحك يقظة تجعل الحياة أكثر وضوحًا وإدراكًا.
الحب لا يُقاس بعظمة الفعل؛ بل بكمية الحنان الذي يختبئ في التفاصيل الدقيقة التي لا يأبه بها الآخرون.
أرى أن الفهم أهم من الحب؛ لأن من لا يفهمك لا يعرف كيف يحبك بالطريقة التي تحتاجها.
لم يكن سيدنا موسى يعلم كيف سيشق الله البحر له، لكنه كان مطمئنًا بأن الله لن يتخلى عنه أبدًا.
من أجمل الاقتباسات التي أحبها: حين تطلب من الله الزهور لا تستغرب إذا أرسل المطر أولاً؛ فهذا جزء من الرحلة.
في نهاية الطريق أدركتُ أنني وحدي كما كنت دائمًا. فهمت حينها أن لا أحد يبقى فعلاً حتى النهاية.
يؤسفني الشعور المستمر بعدم الانتماء لأي مكان، لأي شخص أو حتى لكتف دافئ أستند عليه؛ فالوَحشة صارت رفيقتي حتى وهمي الخاص.
قبل نومي أردت أن أخبرك أنك ستظل نبض قلبي الذي لا يغادرني مهما فرقنا الزمن والمواقف. أنت خيري واختياري، يا عافية روحي وحبيبي الأوحد.
مرة أخرى عدت إلى نقطة الصفر؛ إلى صمتي المُطبق وعزلتي التي اخترتها بإرادتي. عدت لقلة الحديث ولدموع تُذرف بلا وعي مني أو رغبة في التواصل.
متى سألقي عن حياتي ثقلها وأستريح؟ متى تنتهي أوجاعي وأُشفى مما يؤرقني؟
حينما تظن أن كل شيء قد انتهى، تجد الله يخلق لك طريقًا يبني أملًا جديدًا لتبدأ رحلتك من جديد.
أدرك تمامًا شعور الغرق داخليًا تحت موجة هائلة دون القدرة على طلب من ينقذك منها.
أخاف من التجربة الثانية أكثر مما كنت أخشى الأولى؛ فالأولى تُخففها قلة الخبرة أما الثانية تخذلها العشم ونفاد الأعذار.
بما أنك تسكن كل كياني أراك خيالًا مثاليًا وظلًا أبهرني جماله.
لا شيء يُسبب الألم مثل خيبة الصديق الأقرب؛ فهي تترك أثرًا مزعجًا يعكر حتى الملامح.
أحد مبادئ الحياة يقول: من يحاول إسعادك بصدق يجب ألا يكون خسارته خيارًا لديك أبدًا.
ضائعٌ في أعماق نفسي، كأنني تقسّمت إلى نصفين؛ أحدهما يشتاق لشيءٍ، والآخر يقف في مواجهته. كيف يمكن أن أتخطى حربًا طرفاها أنا؟
جالس بمفردي، لا أعيش الفرح ولا أذوق الحزن، بل عالق في منتصف الطريق. أهرب من زحام العالم الخارجي، فقط لأجد نفسي وسط فوضى أفكاري التي لا تهدأ.
إنني محاصر بين رغبة أن أعيش حياتي بكل ما فيها، وبين ميلٍ إلى الهروب من هذا كله.
لم يمنحني أحد شيئًا إلا وكنت قد قدمت له أضعافَه. وإذا خُيِّل إليك أنني تصرفت بسوءٍ مرةً، فكن على يقين بأنك أسأت لي أكثر من ذلك بكثير.
عشت شعور محمد بن فطيس حين قال: "تقعد تحبه وأنت ساكت ومغبون"، وكأن الحياة اقتبست معنى تلك الكلمات وطبقتها عليّ.
كل ما يُمنح في غير موضعه يُهمَل، وكل جهد بلا تقدير يُهدر. هذا هو القانون الذي علمتنا الحياة إياه بطريقة قاسية.
كبرنا، فاكتشفنا أن الحب من طرفنا لا يضمن الحب من الطرف الآخر، وأن الابتسامات لا تعني دائمًا نوايا الخير.
أما أنا فلا أخشَ التصريح بالأسماء كما هي؛ الليل يبقى ليلًا، والشعر يظل شعرًا، والمحبّة تبقى محبّة صافية. أما أنت... آه أنت، أنت كل ما في القلب وأكثر.