خوأطر رمنــســيــه:حــب ’ حـزيـــــنه ’ رومنســـــيات

 

خــواطــر مــنــسـيـه

لا تتبع صوت الفراغ، فهو مخادع ومن الخارج يخفي ضررًا داخليًّا. قد يأسرك ببريق الوهم، لكن في نهايته لا شيء سوى مرارة التجربة. الأماني التي تُعلّق عليك كطوق نجاة قد تكون أحيانًا عبئًا يثقل كاهلك.

حين ننسحب، ليس بالضرورة ضعفًا أو تهرّبًا من المواجهة، بل هو قرار مدروس. الانسحاب أحيانًا درس للحياة يعلّمنا أن بعض القلوب لا تستحق أن نستهلك أعمارنا معها.

الدنيا ومن فيها لم تعد كما كانت، فالصداقة باتت ذكرى قديمة. كلما طرقت أبواب الاعتماد على الآخرين، أعود خائبًا لوحدتي. وكأن الطرقات كلها تدلني على حقيقة واحدة: أنني رسالتي الوحيدة والعنوان هو روحي.

السهر ليس حبًّا دائمًا ولا وجعًا مستترًا، بل هو هروب إلى الهدوء حين يصبح الليل وطنًا مليئًا بالسكون والإنترنت السريع نافذة تطل على عوالم بلا حدود.

البحر كان مرآتها، والموج كان لغتها الأصيلة. لم تقاوم العواصف كغيرها، بل احتوتها بصبر وحنان حتى هدأت واستقرت في مرفأ لم يعترف به أحد من قبل، لكنها عرفته بروحها.

قالت له مازحة: نسيت البصل. ردّ مبتسمًا: كيف أشتري شيئًا يبكيك؟ فهموا ما يُطلق عليه حبًّا منّا بهذا الرد، لكنه كان أصدق تعبير عن عشق بسيط بعمق البحر.

آه يا قمر مساهر، أريد أن أشكو لك غربتي وغرابة دنياي، فأنا أبحث في هذا الليل عن ربعي وأهلي وعن دفء الديوان الذي غاب وعن تلك المواويل التي سكنت الذاكرة.

أنتِ لستِ كبقية النساء، أنتِ حكاية لا تشبه إلا ذاتها. عفويتك كالصباح، غموضك كلون البحر، صخب مشاعرك كشلال يفيض من جوف الروح. تسكنين حدائق عشقي كيغيمة تمطر دائمًا دفئًا وحبًّا.

العين تلتفت نحو الجاذب، لكن الروح لا تميل إلا لمن يحتضنها بقلبه. الدهشة عابرة كوميض برق، لكن بصمة الحب تبقى معنا للأبد. وفي النهاية، تنتمي النفس لمن يود لو أنه يسكن نبضها ويمحو مخاوفها.

أحتاج إلى ما لا يُحصى من الوقت لأصف مدى اشتياقي وألم الفراق. ولعلّ دهورًا لا تكفي لأروي كيف احترقت بحبك واستمددت القوة منه رغم كل شيء.

الراحة حق للجميع، لكنها لا تُبنى على هدم الآخرين أو تشويه سمعتهم. عش حياتك بأمانة واحترام دون المساس بحقوق الغير.

حين اخترت طريقك وغادرتني، لم أوقفك. لكن تذكّر رجائي هذا: لن تجد فيهم من يشبهني أو يقدّرك كما فعلت أنا. أسأل الله لك السعادة والحفظ حيثما كنت.

حتى وإن بعدت عنك المسافات، فإنّ عينيك حاضرتان أمام ناظريّ. صوتك هدوء في صخب حياتي، ونبضك شعلة دفء لعالمي. رغم الفراق، تبقى روحي عالقة في مدار حبك.

حتى مع هيجان البحر وارتطام الأمواج ببعضها داخل أعماق نفسي، تبقى أنت من يبعث الطمأنينة داخلي. تأسرني قدرتك على قراءة الآخرين بغزارة الحب والحدس الجميل.

إذا كنتَ لا تعرف أحدهم وهو لا يعرفك، فلم الإساءة إليه؟ لا تكن عبدًا للخطأ بدافع ولائك للأصدقاء. تحلَّ بكرامة الأخلاق وكن عقلانيًّا دائمًا لحياتك ولحياة الآخرين.

الأناقة هي جوهر الرقي والسُمُو، وكلما كان الشيء متميزاً ومترفاً، زادت قيمته في القلب والروح، فتنجذب النفس إليه بشغف وتُكِنُّ له رغبة عميقة.

لا تمنح ثقة مطلقة لمن تحب؛ اترك مساحة لتقبل الخيبة واستيعابها بحكمة.

لقد نجحت في فهم نبضات قلبه ولغة عينيه، فسعت جاهدة لاحتواء الموقف قبل أن يصل إلى نقطة الانهيار.

لا تزن قيمتك بميزان الآخرين، فقيمتك تتجاوز كل مقارنات. أنت فريد، روحٌ مختلفة وقصة تقف وحدها خارج الزمن.

فيما بعد ستكتشف أن كل الجهد الذي بذلته لإنكار مشاعر معينة لم يكن سوى دليل إضافي على وجودها.

عندما غُسل الغضب عن كتفيه، اقتربت منه كنسمة هادئة لا تعرف العصف. لم تصدم الجبل، بل استطاعت إذابة صخبه بيد تنبض بالأمان.

(يـــتـــــابـــــع)