خواطر طـــويــلـــه عــــالـــم الــحـــزن

 

خــواطـــر طــويـــله جــديــدة



مبدأ الترفّع جزء أساسي من حياتي، لا أعتقد أنني قادر على التخلي عنه إطلاقًا. بإمكاني الرد على كثير من الأمور ومجاراة الكلام، لكنني أختار أن أترفّع ولا أسمح لنفسي بأن أنزل إلى مستوى لا يمثلني فقط لتقديم رد لا يعبر عن طبعي. أحيانًا، الصمت يكون قوة عظيمة.


لا تكثر من الكلام، فدروبك قد تكون مليئة بالأشواك. يا صاحب الخطوات المتعبة، ثمّن كلماتك وتذكّر أيام الماضي وبلواته. تعامل بحكمة مع الناس وعدّل موقفك، ولا تدع لسانك يفلت على من ربّاك. أنا الذي بنيتك، وليس بعسير عليّ أن أهدمك.


تطلب الآن رضا قلب كاد ينسى، بعدما ذبلت ورودك واصبحت يابسة. ضيّعت حبي، وأسأل الله أن يجازيك. أنكرت قلبي يوم كنت أغلى أمنياتي، واليوم قررت الابتعاد عن موانيك، فالحين تاه قلبي في غمار آخر محطاته.


مهما ابتعدت عني، لا يمكنني نسيانك. صورتك تسكن داخلي ولا تغادر عيني. أعيش كل لحظاتي مع ظلال ذكراك، فأنت روحي التي لا أتخلى عنها. حياتي تنير بوجودك وتذبل ورودي حين تغيب. مدى حبي لك واسع لا تسعه الكلمات أو الأثمان.


أرفض التعامل مع من يدس السم بالعسل، فيقول شيئًا ويضمر آخر. من يطعن بكلامه الجميل ويبتسم أثناء إلقاء حقده؛ هؤلاء أتغافل عنهم تساميًا وترفّعًا، ودائمًا أدعو الله أن يباعد بيننا كما باعد بين المشرق والمغرب.


كنت رزينا منذ صغر سني، أعلم مقام الكلمة وأزنها بحكمة. القول الذي أُطلقه مثبتٌ بوزن ودراية، رغم أنني لم أتعدَّ العشرين عامًا بعد. أفهم الأمور الكبيرة وأعرف حلولها. لا أقول هذا كغرور بل يقين، أنني الوحيد الذي يملك هذا التميّز بين الكثيرين.


إن أردت الرحيل، فكل شيء له أسباب. لن تكون هناك لقاء قريب، وربما فرقانا يدوم طويلًا. ذكرياتنا محفورة في دفتر العمر، لكن الزمن يمحو أجمل سطوره عند المضي بعيدًا.


حين تغيب عني تبكي عيني دموعها، وعندما تعود تُحيي قلبي بحضورك. موج البحار ونسمة الليل تشهدان بحبك لي. ومهما اشتدت الرياح وغيّبتك الغيوم، الشمس حتمًا ستشرق وألتقيك من جديد.


أشعر أن قيمتي لديك تقلّ شيئًا فشيئًا ولم أعد الغالي كما كنت. شعوري يخبرني بأنك رحلت بعيدًا. أشعاري وقيفاتي تبدو وكأنها تخبّئ ألمًا معاصرًا لحقيقة أنني أصبحت مجرد عابر في حياتك الواقعية.


على ذلك الجدار الذي يحمل بقايا الطين، وقفت أرتحل بين ذكرياتي القديمة. هناك حيث شعرت أن الإنسان مجرد قطعة من الغبار والتراب. تخيلت لمسه للجدار وهو يتنهّد بشجنه وسألني عنه قائلًا: هل يزورني اثنان؟ ثم أجبت ببكاء؛ لقد رحل أحدهم ولم تعد أخباره تصل.


أنتِ تتجاوزين الكلمات، أنتِ أحلى من كل وصفٍ ممكن. جمالك فريد لدرجة أنني أعجز عن التعبير عنه بأبجديتي. أنتِ الروعة التي تملأ حياتي وتجعلني أغوص في بحر عينيك دون توقف. أنتِ الحب والحياة والجمال الكامل في عالم أصبح قاسيًا.


أعلم أن الحب معك يحمل خطورة، لكنه أيضًا يحمل استحالة الفراق. كلماتي لك حلمٌ جميل لا أريد الاستيقاظ منه، وأعيوني لا ترى بديلًا لذكرك. قلبي نُذر لاسمك وأصبحت أسير حبك الذي يقيّدني بروعة عاطفتك وسجن مشاعري.


أنا الذي دائمًا ما تحدّى الحزن وضغوطات الحياة لكي يبقى شعوري صادقًا ومتوازنًا رغم قسوة الظروف. أقف أمام خيبات الزمن وأؤمن بذاتي التي جعلتني أقوى مما كنت عليه.


أنا الذي كنت أراها قرة عيني، روحي الفريدة التي لا يمكن أن تُعوَّض. وفي لحظات مؤلمة، أظهرت لي جانباً لم أكن أتوقعه، أساءت إليّ، واتضح أن قلبها مرتبط بروحٍ أخرى رغم معرفتها بمكانتها العظيمة لدي.


ليتساءلوا لمن أكتب، فأنا لن أفصح عنك وستظل سري الدفين بين قلبي والورق. يقرأونك كسطرٍ عابر لكنك بداخلي روايةٌ كاملة. يكفيني أنك معي، أنك نبضي ونور عيني، وأعلم أنهم يغرون من عشقي لك. بحبك يا نبض القلب، لا يهم الحسد ما دام حبك يسكنني.


عندما يكتب العقل، تصبح الكلمة أجمل، وعندما يكتب القلب، تغدو أصدق، أما عندما يكتب الضمير، فتكون أكثر عمقاً. هناك من يقرأ ما أكتبه بعقله، ومن يقرأه بقلبه أو مشاعره، لكن لن يفهمني سوى من يشارك نفس الإحساس، لأن الإحساس هو لغة القلوب.


اعلمي أن الحب ليس دائماً في حلاوة الكلمات؛ ففي بعض الأحيان تكون القسوة نابعةً من عمق الحب. ولكن، رغم أنني منحتك مكانة السلطانة بين قلبي، كان وجعي الوحيد أنني لم أجد منك سوى وجع حينما اخترت أن تشتكي لأقل الناس مكانة.


نراقب بعضنا دون كلمات، أبحث عنها وهي تبحث عني. تشعرني بأنها أقرب إليّ من رمشي، تتشابك مع نبضي، تداعب شفاهي، تخترق كياني وتلامس كل تفاصيل وجودي. أشعر بها داخلي بلا فواصل ولا حدود بيني وبينها من الأعماق.


لا تهمل شخصاً يحب الحديث معك. ربما تكون الوحيد الذي تبقى له أو كل شيء في حياته. كلمة واحدة فقط - "أنا معك" - بسيطة النطق لكنها تحمل قوةً قادرة على إزالة نصف هموم الحياة.


اللهم امنحنا أشخاصاً كأنهم حياة بذاتها؛ أشخاصاً يتعاملون مع القلب برقة كما لو كان زجاجاً يُخشَى عليه من أي خدش، لا يتركون جروحاً أو يعبرون حياتك دون أثر يشبه المِطر أو الظلال. أولئك الذين يظهرون في الشدة ولا يرحلون عند الاكتفاء؛ هؤلاء هم النِعم الحقيقية التي لا تُعوّض.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال